الخميس، 18 مارس 2010
كل المواضيع مأخودة عن ثانوية الحسن الثاني بنجداد
صدر عن تلاميذ ثانوية الحسن الثاني بتنجداد إقليم الرشيدية و بتأطير من الأستاذ 'ادريس الحسناوي' عددا من مجلة "أقلام" الأدبية؛ أسفله تجدون نموذج لمواضيع العدد، و أسفل الموضوع تجدون المجلة متاحة للتنزيل.
موضوع من محاوير العدد
المفاهيم النقدية في نص "انبعاث الشعر العربي لمحمد الكتاني"
- أمين الكامز – الثانية بكالوريا آداب 1
حدث بعضهم، قال: -تحاكم الزبرقان بن بدر و عمرو بن الأحتم و عبدة بن الطيب و مخبل السعدي إلى ربيعة بن حذار الأسدي في الشعر أيهم أشعر ؟ فقال للزبرقان : أما أنت فشعرك كلحم أسغن لا هو أنضج فأكل و لا ترك نيئا فينتفع به،أما أنت يا عمرو فإن شعرك كبرود حبر يتلألأ فيها البصر،فكلما أعيد فيها النظر نقص البصر ،و أما أنت يا مخبل فإن شعرك قصر عن شعرهم و ارتفع عن شعر غيرهم،و أما أنت يا عبدة فإن شعرك كمزادة أحكم خرزها فليس تقطر و لا تمطر.
إن هذا النموذج في التحاكم من أرقى الأمثلة و أشدها دلالة على ما وصل إليه النقد العربي القديم من رقي . ومن خلال قراءتي للنص قيد الدرس تبين لي أنه حافل بمصطلحات نقدية بلورها نقدنا العربي القديم و أثار حولها جدلا عميقا.ومن بين هذه المصطلحات :
* الانبعاث : ويعني إحياء القديم عن طريق الاطلاع على مذاهب الشعراء القدامى في صياغة الأغراض و التعبير عن المعاني،إنه وعي بالماضي و تمثله و إنقاذه من الجمود و الموت .
* التقليد : و يعني الإتباع و المحافظة على النموذج السابق عن طريق محاكاته و التقيد بخصائصه و مميزاته .
* النظم : و عرفه الجاحظ ب "الطريقة أو الوسيلة التي يصل فيها الشعر مرتبة تلاحم الأجزاء و سهولتها،ليصير في ذهن المتلقي بأنه أفرغ إفراغا واجدا و سبك سبكا واحدا،فهو يجري على اللسان كما يجري الدهان" .أما عبد القاهر الجرجاني فقد اعتبره دلالة عن الكلام المؤلف تأليفا متكاملا سواء كان شعرا أو نثرا.
* التصنيع : و يعني التكلف و التعقيد و تعمد توظيف المحسنات البديعية كما هو الحال في مقامة الحريري وبعض كتابات الخوارزمي كقوله "و ليعلم أن الحر كريم الظفر إذا نال أقال،و أن العبد لئيم الظفر إذا نال استطال"
* السليقة : و تعني البديهة و الارتجال و نظم الشعر دون سابق إعداد كما عرف عن الشاعر عمرو بن كلثوم.
* سلامة الطبع : و تعني الابتعاد عن الصنعة و التصنع كما حددها ابن قتيبة في مقدمة كتاب الشعر والشعراء.
* المحاكاة : ويعني بالنسبة لأرسطو التقليد .و يدل على كل عمل إبداعي عمد صاحبه فيه إلى تمثل عمل آخر سابق عليه.
* المجاراة : و تعني المعارضة التي تنم عن نظم الشاعر للقصيدة مع الحفاظ على وزن القافية و الروي لقصيدة أخرى كما فعل شوقي في إحدى قصائده السينية معارضا / مجاريا البحتري في سينيته التي وصف فيها إيوان كسرى)انظر الكتاب المدرسي ص 39(.
* الصناعة البديعية : و تعني الاهتمام بالمبنى أكثر من المعنى و قد مال أصحابها إلى العناية بالصورة اللفظية و إثقال كاهلها بالمحسنات البديعية من جناس و طباق و غيرهما في تكلف واضح و صنعة مفتعلة. ولم يقتصر أصحاب الصنعة على ناحية الزخرف اللفظي و التأنق في العبارات ،و لكنهم تعدوا ذلك إلى مجال المعاني. فراحوا يغوصون وراء المعاني المغلقة يستقصونها و يتعمقون فيها حتى يصعب على القارئ إدراكها و فهمها.و يعتبر أبو تمام أبرز ممثل لهذه الظاهرة.
* التطريز : وعرفه أبو هلال العسكري ب "وقوع كلمات متساوية في الوزن في أبيات متتالية من القصيدة فيكون فيها كالطراز في الثوب "و يبدو لي أنه نوع من التوازي كمصطلح بلاغي حديث.
* متانة التركيب : و تعني قوة التركيب و شدة تماسكه في صورة خاضعة للقواعد و الضوابط اللغوية التي تساهم في إحكام النسج و جودة السبك كما أوضح ذلك الجاحظ.
* جزالة اللفظ : لعل الناقد قدامة بن جعفر هو الذي حدد معنى جزالة اللفظ في كتابه – نقد الشعر – واصفا اللفظ من حيث جزالته ب "أن يكون سمحا،سهل مخارج الحروف من مواضعها، عليه رونق الفصاحة مع الخلو من البشاعة"ص 26
* الجرس : و قد عرفه عبد الله الطيب في المجلد الأول من كتابه – المرشد إلى فهم أشعار العرب و صناعتها- بكونه لفظ واسع المدلول ينضوي تحته كل ما يتعلق بدندنة الألفاظ في البيان الشعري .فالوزن و القافية على ذلك طرف منه.و تبقى بعد الوزن فضلة-زيادة- و هذه الأخيرة يُدرج فيها الجناس و الطباق،و سائر المحسنات اللفظية،مع تركيب الكلام و تركيب الكلمات و تخيرها،و كل ما من شأنه أن يعين على تجويد البنية و الرنين في أبيات الشعر.
- خلاصة :
من خلال قراءتي و جردي لأهم المصطلحات النقدية في النص قيد الدرس لاحظت أنها مستمدة من القاموس النقدي القديم ،و أغلبها له علاقة بنقد الشعر، و هذا يدل على المرجعية النقدية التراثية للناقد محمد الكتاني .
المصادر و المراجع المعتمدة
- العمدة في محاسن الشعر و آدابه و نقده / ابن رشيق
- أساليب بلاغية / أحمد مطلوب
- تاريخ النقد الأدبي عند العرب / إحسان عباس
- المرشد إلى فهم أشعار العرب و صناعتها / عبد الله الطيب
- واحة اللغة العربية -الكتاب المقرر-
- النصوص الأدبية : السنة الثانية الثانوية ط 1992 –مقررقديم-
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
شعر البعث و الإحياء ، إبداع أم إتباع ؟
صباح بولحسن-الثانية بكالوريا آداب 3-
تقديم :
بعد أن ظل الشعر العربي يعيش ركودا و انحطاطا دامت فترته ردحا من الزمن، ظهرت تيارات و أصوات شعرية تجاوبت مع شعارات النهضة العربية و ارتأت من جانبها النهوض بالشعر العربي و الخروج به من شرنقة التخلف و الانحطاط . وقد مثل هذه الأصوات شعراء البعث و الإحياء أو ما يسمى بالكلاسيكية الجديدة.
لقد نهل هذا التيار من معين الشعر العربي القديم الذي لا ينضب، خاصة من شعر الفحول الذين دونوا أسماءهم في سجل تاريخ الشعر العربي.و قد ارتأى رواد هذا التيار رد الاعتبار لِكُنه و جوهر الشعر باستلهام أسسه القديمة –عمود الشعر-و بتصحيح المفهوم الخاطئ للشعر و الظن المغلوط به الذي ظل يتداول في فترة الركود ،حتى أضحى الشعر ملهاة و تسلية و فنا من فنون المغالبة بالكلام.و قد ركز أحد رواد هذا التيار و هو محمود سامي البارودي على إعطاء الشعر مفهوما مغايرا للمتداول و وظيفة أخرى تتمثل في تهذيب النفوس و اجتلاء المكارم. و أرجع البارودي بذلك الشعر إلى عزه و شبابه و عصوره الذهبية،كما أزاح عنه التكلف و التلاعب اللفظي و الصنعة التي لحقته في فترة الانحطاط ،ليعود به هو و آخرون مثل أحمد شوقي و حافظ إبراهيم إلى متانة التركيب و جزالة اللفظ و نصاعة المعنى و قوة الكلمة. و لا يكاد القارئ يعثر في أشعار هؤلاء على قصيدة تخلو من معاني القدماء. مما يدفعنا إلى التسليم بكون هذه الحركة تغذت و استرفدت و أفادت من تجربة الشعراء القدامى ومن صورهم الشعرية و طرائقهم في التعبير و من ألفاظهم و معانيهم في كل باب من أبواب القول.
إن ما سبق ذكره بخصوص هذه التجربة يدعونا إلى اعتبارها تجربة تقليد بامتياز،و إذا كان هناك إبداع فمتعلق لا غير ببعض المضامين التي عبر بها الشعراء عن قضايا عصرهم.وهذا لا يمنع من الاعتراف بكون هذه التجربة مهدت لتجارب شعرية إبداعية
ارتقت بالشعر العربي ،و نخص بالذكر تجربتي سؤال الذات و تكسيرالبنية و تجديد الرؤيا.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
فروض محروسة
إنجازات موفقة
ثانوية الحسن الثاني/تنجداد فرض محروس رقم1
نيابة إقليم الرشيدية مادة اللغة العربية
الفئة :الثانية بكالوريا آداب
ذ : الحسناوي
س د : 2008/2009
لست أدري
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
ولقد أبصرتُ قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى ماشياً إن شئتُ هذا أم أبيت
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري !
وطريقي ما طريقي؟ أطويلٌ أم قصير؟
هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور؟
أأنا السائر في الدرب؟ أم الدرب يسير؟
أم كلانا واقف والدهر يجري؟
لست أدري !
أجديدٌ أم قديمٌ أنا في هذا الوجودْ؟
هل أنا حرٌّ طليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ؟
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقودْ؟
أتمنى أنني أدري ولكن
لست أدري !
ليت شعري وأنا في عالَم الغيب الأمينْ
أتراني كنت أدري أنني فيه دفينْ؟
وبأني سوف أبدو وبأني سأكون؟
أم تراني كنت لا أدركُ شيئاً؟
لست أدري
إيليا أبو ماضي/ 1889-1958
شاعر عربي لبناني، يعتبر من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين.كانت له رؤية فلسفية للموت،الكون،الوجود...آمن بأن الإنسان خالد و أن الموت ليس آخر المطاف بل تكملة للمسيرة ....
الأســـــــــــــــــئـــــلـــــــــــــة
حلل النص تحليلا متماسكا مسترشدا بالخطوات الآتية :
- تأطيرالنص و صياغة فرضياته
- قراءة في العنوان و علاقته بمضامين النص
- استخراج الحقول الدلالية و الموضوعة- la théme - المهيمنة ومناقشتها على ضوء فلسفة و شعارات المدرسة الرومانيسة ، و بالخصوص مدرسة المهجر التي ينتمي إليها الشاعر.
- مناقشة إيقاع القصيدة : البحرالشعري،التكرار،التوازي
- استخراج بعض الصور الشعرية مع تبيان مكوناتها ووظائفها
- تركيب تقوم من خلاله مدى تمثل النص لشعار التحديث و الثورة على النمط الشعري الكلاسيكي
_________________________________________________
ثانوية الحسن الثاني/تنجداد فرض محروس رقم1
نيابة إقليم الرشيدية مادة اللغة العربية
الفئة :الثانية بكالوريا آداب
ذ : الحسناوي
مدة الإنجاز:ساعتان
س د : 08/09
النص :
المواكب
اعطني الناي و غــنِّ فالغنا سرُّ الخلود
و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود
هل اتخذتَ الغاب مثلي منزلاً دون القصورْ
فتتبعتَ السواقـي و تسلقتَ الصخورْ
هل تحممتَ بعطرٍ و تنشفت بنورْ
و شربت الفجر خمراً في كؤُوس من أثيرْ
هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنبْ
و العناقيد تدلتْ كثريات الذهبْ
هل فرشتَ العشب ليلاً و تلحفتَ الفضا
زاهداً في ما سيأْتي ناسياً ما قد مضى
أعطني الناي و غنِّ و انسَ داء و دواء
إنما الناس سـطورٌ كتبت لكن بماء
نص الانطلاق مقتطف من قصيدة مطولة لجبران خليل جبران، تحمل عنوان النص ذاته. و يعد الشاعر من ركائز التيار الرومانسي في الشعر العربي ، كتب هذه القصيدة في عشرينيات القرن العشرين ،و هي المرحلة الإبداعية التي اختصر فيها خلاصات تجاربه و تأملاته حول الإنسان و الكون و الطبيعة و العلاقات المتسامية...
الأســـــئلة:
حلل النص تحليلا متماسكا مسترشدا بالخطوات الآتية :
- تأطيرالنص و صياغة فرضياته
- قراءة في العنوان و علاقته بمضامين النص
- استخراج الحقول الدلالية و الموضوعة- la théme - المهيمنة ومناقشتها على ضوء فلسفة و شعارات المدرسة الرومانيسة ، و بالخصوص مدرسة المهجر- الرابطة القلمية- التي ينتمي إليها الشاعر
- مناقشة إيقاع القصيدة : البحرالشعري،التكرار،التوازي
- استخراج بعض الصور الشعرية مع تبيان مكوناتها ووظائفها
تركيب تقوم من خلاله مدى تمثل النص لشعار التحديث و الثورة على النمط الشعري الكلاسيكي
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
تحليل قصيدة" من أنا" : إيلياء أبو ماضي
- قمر هلالي – الثانية بكالوريا آداب 2
كانت أواسط القرن العشرين شاهدة على التحولات التي شهدها الشعر العربي.تلك التحولات التي أسس لها الرومانسيون ، الذين ظهروا كحركة أدبية تضم بدورها مجموعة مدارس قاسمها المشترك هو تجاوز مبادئ التيار الإحيائي و إعادة الاعتبار إلى الذات المهمشة .
و قد كان "إيليا أبو ماضي" المنتمي للرابطة القلمية أحد هؤلاء الذين أنتجوا شعرا رومانسيا محضا. فإلى أي مدى تمثلت قصيدته قيد الدرس خصائص سؤال الذات ؟
اعتبرت الحيرة و التساؤل عن الذات ميسما من مياسم التيار الرومانسي، و يتبين ذلك من خلال العنوان الذي تشكل من كلمتين، الأولى أداة استفهام"من"و الثانية "أنا"المستفهم عنه في إشارة إلى ذات الشاعر . و يمكن أن نستشعر البعد الفلسفي التساؤلي للقصيدة انطلاقا من العنوان ، إذ انسجم مضمون القصيدة مع مدخلها السيميولوجي .فالشاعر تساءل عما يكون ؟ و عن سر وجوده ؟ و عن دوره و موضعه في الكون ؟ ليقدم بشكل تتابعي ثلاثة أجوبة ، فهو النغمة التي وقعتها الحياة لمن يعي و لمن لا يعي ،و هو الشيخ الراكض المسرع مع الزمن الراكض ،و هو الموجة المدفوعة من طرف الحياة نحو الأفق الأوسع .
و انطلاقا من معجم القصيدة و دلالاتها الكبرى نلاحظ هيمنة حقلين دلاليين هما:حقل الذات(أنا-شأني-موضعي...)ثم حقل الطبيعة(الحياة-قطرة-الضحى-ضفة...)ليؤكد من جديد اقتناع الذاتيين بفكرة اقتران الذات الإنسانية بالطبيعة.و كانت الأخيرة هي الفضاء الوحيد و الأنسب لتحرير الذات و تخليصها من جهامة الواقع . أما فيما يتعلق بموضوعة النص فقد كانت الحيرة المسيطرة على وجدان الشاعر.والتي دفعتة نحو طرح إشكال وجودي و فلسفي(من أنا).
لقد تميزت لغة النص بالبساطة و السهولة حيث وظف الشاعر أسلوبا قريبا من ذهن المتلقي و تعابير في المتناول لا تتطلب مجهودا فكريا قصد فهمها ،على عكس الإحيائيين الذين كانوا يستعملون غريب اللفظ و وحشيه و معجما يستعصي و يتأبى على القارئ .
و فيما يتعلق بالبنية الإيقاعية فقد نظمت القصيدة على إيقاع بحر المتقارب -:فعولن فعولن فعولن فعولن - كما تميزت بوحدة الروي و القافية. و موازاة مع ذلك استحضر الشاعر تقنية التوازي و هنا نقدم مثال'البيت السادس'حيث تم تكرار المتتالية(راكض ، مسرع)في نفس البيت.كما تم تكرار نفس الصيغة الصرفية في الشطر الأول من البيتين الرابع و الثامن...و فيما يتعلق بالتكرار فقد أدرج في النص بكثافة(البيت الثامن:أوسع.البيت التاسع:لم تدفع...) الأمر الذي أضفى على النص إيقاعا منسجما مع نفسية الشاعر.
علاوة على ما سبق و بغية إضفاء لمسة جمالية على القصيدة استعمل الشاعر صورا شعرية كالتشبيه(البيتين الثالث و الخامس..) ثم الاستعارة حيث استعار فعل المشي من الإنسان ليسقطه على السكوت في البيت الخامس أو في البيت الأخير حيث تمت استعارة فعل الطمع بالخلد لفائدة النفس.
لقد كانت قصيدة"من أنا"نموذجا حيا في التعبير عن التيار الرومانسي . إذ تمثل الشاعر إيليا أبو ماضي فيها مجمل شعاراته .
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
تحليل قصيدة" لست أدري" للشاعر : إيلياء أبو ماضي
نعيمة العلوي /الثانية بكالوريا آداب 1
في سياق التحولات التي شهدها الشعر العربي الحديث ،تولد لدى ثلة من الشعراء الرومانسيين وعي متمثل في كون وقوف اتجاه البعث و الإحياء عند حدود تقليد القدماء و النسج على منوالهم من شأنه أن يسقط الشعر من جديد في مهاوي التكرار و الجمود .مما دفعهم إلى منح مفهوم آخر و وظيفة جديدة للشعر مغايرين لما كرسه شعراء البعث و الإحياء. و اعتبر الرومانسيون الإبداع تعبيرا عن الذات بشتى تجلياتها و امتداداتها.و يعتبر إيليا أبو ماضي رائدا من رواد مدرسة المهجر . فما مدى تمثل قصيدته هاته لشعارات الرومانسية في الشعر العربي شكلا و مضمونا ؟
إذا تأملنا عنوان القصيدة نلاحظ حضور ذات الشاعر من خلال تاء المتكلم،و يحيل أيضا على نوع من الحيرة التي تنتاب نفسية الشاعر حول حقيقة وجوده. و يؤشر العنوان أيضا لمضمون النص الذي يعكس نفسية الشاعر المرتابة و الحائرة، و المتمسكة بحبل الشك و الريبة.و تتفرع عن هذا المضمون عدة أفكار فرعية كلها مرتبطة بموضوعة تتمثل في الشك و الحيرة و التفلسف في الوجود.
وهيمن على النص حقلان دلاليان، حقل متعلق بالذات،و يظهر من خلال التوظيف المكثف لضمير المتكلم –أنا- وحقل متعلق بالوجود/الدرب،الطريق،الدهر،العالم...
وقد وظف الشاعر صورا شعرية كالاستعارة-الدرب يسير/ قائد نفسي...وتميز توظيفه للصورة الشعرية بالتجريد والارتقاء إلى مستويات الإدراك لا الحس .
أما فيما يتعلق بإيقاع النص فإن الشاعر عمد إلى خرق الإيقاع الخليلي.إلا أنه لم يخل من إيقاع داخلي يتساوق مع نفسية الشاعر الحائرة.هذا الإيقاع الذي يتجلى من خلال تكرار التطابق -جئت/أتيت-و التكرار المتوازي –الدرب/ الدرب-بالإضافة إلى التوازي القائم على التضاد –شئت/ أبيت- /- أصعد –أهبط..
لقد أتاحت القصيدة للشاعر التعبير عن ذاته .وساعده في ذلك تنويع القافية والروي وعدم التقيد بنمطية الشعراء القدامى.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
تحليل قصيدة" المواكب" للشاعر جبران خليل جبران
سلوى فحمي: الثانية بكالوريا آداب 3
تندرج القصيدة في إطار الشعر الرومانسي الذي أتى كرد فعل ضد المدرسة الإحيائية.وقد دعا رواده إلى رد الاعتبار إلى الذات و اعتبارها محور العملية الإبداعية.و يعد جبران خليل جبران من مؤسسي مدرسة المهجر إلى جانب ميخائيل نعيمة و نسيب عريضة. فما مدى تمثل القصيدة لشعارات الرومانسية شكلا و مضمونا ؟
لقد عنون الشاعر القصيدة ب "المواكب" و هي جمع لموكب ويعني الجماعة المنسجمة ،المتراصة.وقد ارتبط بشكل وطيد بمضمون النص الذي تمحور حول خطاب و حوار فلسفيين بين الشاعر و مخاطب اتخذ من الطبيعة ملجأ و ملاذا تنبه و هو بين أحضانه بأن الناس – المواكب-مجرد سطور مكتوبة بحبر ماء .
و انطلاقا من معجم النص و بنيته الدلالية نلاحظ أن النص هيمن عليه حقلان دلاليان ، حقل الذات – اعطني، مثلي..و حقل الطبيعة –الصخور،الفجر،العصر،العطر،العنب،العناقيد...و نلاحظ تكثيفا أوضح لحقل الطبيعة ،و هذا ينسجم مع دعوة الرومانسية إلى الالتحام بالطبيعة. كما هيمنت على القصيدة تيمة الحزن و الأسى و اليأس-الناي،أنين، زاهدا....
أما على مستوى البنية الإيقاعية ،فقد نظمت القصيدة على بحر الرمل –فاعلاتن / فاعلاتن. كما وظف الشاعر تقنيتي التكرار-الغنا-غن. و التوازي – يبقى / يفنى و هو تواز قائم على التضاد. أما فيما يتعلق بالصورة الشعرية فقد وظف الشاعر الاستعارة كما في قوله : شربت الفجر – تلحفت الفضا...و الصورة الموظفة في القصيدة تختلف عن الصورة الشعرية لدى الإحيائيين ،حيث تأسست على التجريد وأدت وظيفة تعبيرية إيحائية .
لقد كان جبران بحق سفيرا للرومانسية في هذه القصيدة،حيث تمثل شعاراتها و فلسفتها المتمحورة حول تمجيد الذات و الركون إلى الطبيعة.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
محاولات شعرية
تائه أنت...
سهام خبو /الثانية بكالوريا آداب 2
إليك
يا من يعشق حلاوة البدء ممن لها بتغاريد الفؤاد
يا من يلهو بترانيم الهوى بالحيل امتشق
أنت...أنت... ومنذ البدء
على شغف النار ترتسي تجربة خاسرة
أنت... ولج
بمساحيق الهوى تلتهي
و بصرح الحب تهتدي
و بغدره تكتوي
و طبول السأم تهتدي
سمعت صرخة القلوب
مجاري العيون
سهر الجفون.
حب المساحيق
هذا حاله
هذا أنينه
**************
عجبي!
ممن عكر صفو الصفو
صفو الحب
ألقى بمعانيه
في بركة آسنة
*****************
عجبي
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
تأملات بلون الماء
بسباس عمر الثانية بكالوريا آداب 1
أرى الدنيا كأنها شمعة تضيء
و أراك شمعة تبكي لتضيء
و الأشجار في الخريف حفيف
فوق الأرض ذهب أصفر يفيض
و الجو صحو ما بعده مطر
على الحب يصب قطره معين
إني هنا وحيد القلب والنظر
حيث الكمال أمامي سعيد
في طريق نمشي كأنه شعرة
و صراط إلى الانتشاء
خذي الحكم من الدهر فإنه
ليس إلا زائرا خفيف الظل
خذي الحكم من الدهر
فالحياة لا تنتظر أحدا
ولكن
نحن إلى ا لزوال نسير
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بلون الخريف
مسكين وفاء/الثانية بكالوريا 1
لست أنا بامرئ القيس
ولا بملاك.
أنا سطر
كتب بماء
سأرحل،وأترك فؤادي بيتا
تسكنه الحوريات
عبلة
ليلى
بثينة
وكل الحسناوات
وسأختارك يا معذبتي
يا باترة الشرايين
بابتسامتك التي ليس بعدها بسمة
تجاهلت دربي
تركتني في متاهة أولها سراب
و آخرها سراب
جعلت شفاهي تنادي الردى،
والعيون
دمعا تسيل
آه يا نار الحيرة
بردا و سلاما كوني علي
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
قصص قصيرة
دمعة أمل
رقية قبوز / الثانية بكالريا آداب 3
عدت من جولتي المعتادة حول البلدة .و أنا أمر بجوار منزل السيدة "يامنة" سمعت صراخا و بكاء ،فانتابني فضول لمعرفة ما الأمر .طرقت الباب ، فتحت الابنة خدوج ، صديقتي. وصدمتني الأم المتوسلة المنهارة ، بعد قرار ابنها الهجرة إلى الخارج بحثا عن عمل. كانت المسكينة تلطم خديها و تبكي مترجية إياه البقاء و البحث عن عمل في بلده ، في حين كان المسكين يجيبها و قلبه منفطر على فراقها : "لقد أنهيت دراستي الجامعية منذ سنوات و لم أترك أي باب إلا و طرقته ...لكن دون جدوى فطلبهم للرشوة أثقل كاهلي و حطم أجنحتي ، و أصبحت ملازما للمنزل....أعرف أن هذا صعب عليك يا أمي لكن ستتعودين..." و أخذ المسكين يبكي حاضنا أمه صارخا في وجهها" : أتظنين أنني فرح لأني سأغادر حضنك الدافئ ؟ سوف أحاول تأسيس حياة أفضل كأي شاب في مقتبل عمره يحلم بعائلة و غد مغاير مشرق! لا لا يا أمي لن أمكث هاهنا أنتظر الذي لن يأتي في هذه الزاوية المقفرة. لقد تعذبتم من أجلي، كافح والدي في سبيل تعليمي ، و الحمد لله نجحت واجتزت كل الظروف و العقبات، ثم أخذته المنية و أكملت المشوار ،و حققت أمله ، ثم أخذت أحلم و أحلم و ماذا حصل لأحلامي؟؟ تبخرت كلها و .لم يعد بمقدوري الإحساس بالسعادة.
ساعدت الأم الابن في تحضير أمتعته و هي تتمنى له التوفيق واجتياز البحر بسلام وفي أمل أملت ألا ينطفئ .
عدت إلى المنزل و دخلت غرفة نومي. لم تفارقني صورة الأم و هي تودع فلذة كبدها. بعد أسبوعين ،و أنا متوجهة نحو الثانوية ، مررت بمحاذاة منزل السيدة يامنة وإذا بحشود من الناس أمام الباب ، اقتربت ، فإذا بالأم مغمى عليها ، فعرفت أن الأمل بالفعل قد انطفأ . .إحساس رهيب خالج فؤادي أحسست برغبة في ضمها إلى صدري و أن أخفف عنها، لكن هيهات فأنا لست تلك النطفة التي كبرت في أحشائها و لا الابن الذي أسمعها كلمة"أمي"و لا الأمل الذي انتشلوه من مذبحة الأحلام .
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بحثا عن السعادة
حبيبة ملوي/ الثانية بكالوريا آداب 3
أشرقت الشمس ، افتقدوا حبيبة ، لم يجدوها . لقد عبرت النهر مصوبة نحو الشرق. أي قدر لا يرحم فتاة طيبة ليس لها عنوان. فرت من بيت سيدها المستبد أرادت أن تتخلص من هذا البيت المظلم الذي لم تكن لتستطيع البقاء فيه. فهي تسعى لا تلوي على شيء و لا تدري أين ينتهي بها المصير و لا تعرف كيف لها بالقوت و إنما تمضي مسرعة يدغدغها عزم لا يعرف التعب أو اليأس.
لم تفكر حبيبة في شيء حين انطلقت مع ضوء الصباح من بيت سيدها المستبد، و إنما مضت مندفعة لا تحس جهدا و لا مشقة، ذلك لأنها لم تفكر إلا في سجن قد أفلتت منه.و هي تريد أن تبتعد عنه ولو قاطعة البحور. في حرية جموحة اندفعت و هي هائمة. تمضي دون توقف . لا تلتفت، تسعى مسرعة تستقبل بوجهها الحزين و عينيها الدامعتين و جسمها المنهك ضوء الشمس و نسيم الصباح و استيقاظ الحياة التي أصبحت في عينيها بلون آخر.حتى إذا أخذ الإعياء يهد جسمها الضعيف شيئا فشيئا مضت مبطئة أو سعت هونا. ولم يكد النهاريتقدم نحو أفوله حتى كانت قد أفلتت من طلب الطالبين.
قصدت "حبيبة" إحدى القرى حزينة، فالتقاها شاب وسيم. سألها عن سبب حزنها ، فحكت له حكايتها مع سيدها.فتأسف لحالها و استقبلها في بيت أهله المتواضع وسط الغابة و أحضرت لها والدته قوتا لكي تسد رمقها. و طمأنها الشاب قائلا:لا تخافي فأنت بين أهلك و لن يصيبك مكروه ولن نسمح لأحد بأن يمسك بسوء.
عاشت في كنفهم ردحا من الزمن و بدأ الشاب ينظر إليها بتأمل واستغراب و إذا به يكتشف أنها الفتاة التي تستحق أن تقاسمه حياته و أن تعيش معه في حب و أمان....و بعد استشارته لأهله و لحبيبة في الأمر،و بعد موافقة الطرفين عاشت"حبيبة" بمعية الشاب في سعادة عظيمة بعد أن تخلصت من شرنقة الاستبداد و الاستغلال.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مقالة مختارة
كيف تساهم كل من المدرسة والأسرة في تنشئة الأفراد وتنمية المجتمع ؟
محمد عليلوش/ باحث مغربي
1 - تقديم :
تعتبر المدرسة الوسيلة التي اصطنعها المجتمع بجانب الأسرة لنقل الحضارة ونشر الثقافة وتوجيه الأبناء الوجهة الاجتماعية الصحيحة كي يكتسبوا من العادات الفكرية والعاطفية والاجتماعية التي لا تساعدهم فحسب على التكيف الصحيح في المجتمع بل كذلك على التقدم بهذا المجتمع، فالمدرسة والأسرة هما إذن المؤسستان التي اصطنعها المجتمع للإشراف على العملية الاجتماعية.ولهذا فهما الوسيلتان التي من خلالهما يمرر الإنسان لأجيال المستقبل تجربته الماضية ثم مخططاته ومشروعاته المستقبلية والتي تدخل بشكل عام ضمن ما يسمى بالبرامج التربوية ، بشكل ضمني كما هو الشأن في كل أسرة ، أو بشكل مهيكل ومنظم كما في المدرسة ... لكن استقلال المؤسستين واختلاف طبيعتهما على مستوى التركيبة وكذلك الإمكانات ثم التسيير والتدبير ، جعلهما ( وفي نظر الكثير) يختلفان ولا يتعاونان بشكل مستمر لتحقيق الهدف الفعلي لكل واحدة منهما والذي هو في الأصل هدف مشترك . ولأن المجتمعات تختلف في تراثها الاجتماعي ونظمها السياسية والاقتصادية تبعا لاختلاف مناهجها الفسلفية العامة ورؤيتها للإنسان والحياة بصفة عامة، ولكل أفراد المجتمع رغبة أكيدة في الحفاظ على كيان مجتمع بما فيه من قيم وأساليب معيشة وهي القيم المستمدة من خبرتهم عن الأجيال وحياتهم الاجتماعية لذلك فهو يرى بقاءها واستمرارها من أجل بقاءه.
فالمدرسة والأسرة تعتبران المؤسستان التربويتان الأكثر أهمية بين بقية المؤسسات الأخرى، نظرا لدورهما الفعال في العمل الهادف والمنظم تبعا لأهداف المجتمع وفلسفته ككل. إذن فما هو هذا الدور ؟ وهل يمكن أن تكون هناك تربية صحيحة بدون مدارس ؟ وماهو دور الأسرة ؟ وما علاقة المدرسة بالأسرة ؟ وكيف تساهم كل من المدرسة والأسرة في تنمية المجتمع ؟ وفي التنشئة الاجتماعية للأفراد ؟
2 - مفهوم المدرسة :
يرجع أصل لفظ المدرسة école إلى الأصل اليوناني schole والذي يقصد به وقت الفراغ الذي يقضيه الناس مع زملائهم أو لتثقيف الذهن[1]. فتطور هذا اللفظ بعد ذلك ليشير إلى التكوين الذي يعطى في شكل جماعي مؤسسي ، أو إلى المكان الذي يتم فيه التعليم ، ليصبح لفظ المدرسة يفيد حاليا تلك المؤسسة الاجتماعية التي توكل إليها مهمة التربية الحسية والفكرية والأخلاقية للأطفال والمراهقين في شكل يطابق متطلبات المكان والزمان...
أما مفهوم المدرسة بالتحديد فقد ظهر إثر الانتقال الذي عرفه الفعل التربوي من مهمة تتكلف بها الأسرة إلى مهمة عمومية وذلك في المرحلة الهيلينية [2] . لتصبح المدرسة تلك المؤسسة العمومية التي يعهد إليها دور التنشئة الاجتماعية للأفراد وفق منهاج وبرنامج يحددهما المجتمع حسب فلسفته...والمدرسة بشكل عام مؤسسة عمومية أو خاصة ، تخضع لضوابط محددة ، تهدف من خلالها إلى تنظيم فاعلية العنصر البشري، بحيث تنتج وتفعل وفق إطار منظم يضبط مهام كل فئة ، ويجعلها تقوم بعملها الخاص لكي يصب في الإطار العام ويحقق الأهداف والغايات والمرامي المرغوبة منه.
فالمدرسة هي السبيل الوحيد الذي يلج إليه الأطفال منذ صغرهم ، بعد الأسرة التي تمثل المدرسة الأولى، إلى أن يلتحقوا بسوق الشغل وبالتالي فهي بمثابة معمل لتكوين الموارد البشرية ، وهي كذلك فضاء يلتقي فيه الأطفال والراشدون حيث توفر لهم فرص التفاعل فيما بينهم ، غير أنها ليست سوى مؤسسة اجتماعية من بين المؤسسات الأخرى ، وقد تدعي لنفسها الانغلاق على الذات بدعوى نظمها وقوانينها ، غير أن هذا الانغلاق ظاهري فقط لأنها تعكس مختلف التيارات الاجتماعية بكيفية شعورية أو لا شعورية ، ولكنها تعمد إلى تربية وتكوين والجيها وفق الثقافة التي تمثلها كمؤسسة مدرسية ، إنها تبعا لهذا تشكل عامل توحيد ، عامل لم وجمع مختلف الطبقات الاجتماعية وصهر أفكارها وبلورتها بقدر الإمكان عبر خطابها التربوي.
3- وظائف المدرسة :
تلعب المدرسة كمؤسسة اجتماعية بجانب الأسرة ، عدة دوار لها وزنها التاريخي ، وتتميز بوظائفها عن باقي المؤسسات الأخرى لأنها تلامس مختلف جوانب الإنسان وذلك لأنسنته وجعله ذلك الكائن الذي يعرف ذاته أولا ثم يكتشف الأخر ثانيا . وإذا ما نظرنا إلى هذه الوظائف نجدها متعددة ومتشعبة نظرا لتعدد أغراض وأهداف الكائن البشري فمنها ما هو تربوي وتعليمي ثم إداري، اجتماعي وأمني ، تكويني وإيديولوجي ، إرشادي وتوجيهي ، ثقافي إشعاعي ، تواصلي اقتصادي...وتتجلى كذلك مهمة المدرسة والأسرة في التأثير على سلوك الأفراد تأثيرا منظما يرسمه لهما المجتمع، والمدرسة من حيث هي كذلك تنصب وظيفتها الرئيسية على سلوك الناشئة، ويقاس مدى تحقيقها لوظيفتها بمدى التغيير الذي تنجح في تحقيقه في سلوك أبناءها ومن ثم كان ضروريا أن ينظر إليها نظرة شمولية كنظرتنا نحو المجتمع برمته وأن تكون في مقدمة كل سياسة إصلاحية للمجتمع وأن ينظر إليها كمرجعية لكل تغيير أو تغير قد تعرفه باقي القطاعات والجوانب الأخرى لحياة الفرد ... فالمدرسة في أساسها مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع لإشراف على عملية التنشئة الاجتماعية ولذلك فإن أي تصور لهذه المؤسسة يجب أن يراجع داخل إطار هذا التصور الاجتماعي ولاشك أن هذا التصور الأساسي يملي دراسة علاقة المتعلم بغيره من المتعلمين وعلاقة المتعلم بالمدرسين وعلاقة المتعلم بالإدارة التربوية و بالتنظيم العام في المدرسة من حيث أنها الإطار الاجتماعي التي لها علاقة بما تحتويه من عناصر بشرية وما يوجد خارجها من تنظيمات اجتماعية أخرى بما فيها الأسرة. وبشكل عام يمكن القول بان المدرسة هي المؤسسة التي بفضلها يكتشف الفرد ذاته ومجتمعه ومن خلالها وعبرها يجب الخروج إليه، وهنا يمكن الإشارة إلى ابرز وظائف المدرسة على الشكل التالي :
أ ) الوظيفة التعليمية التكوينية:
في إطار هذه الوظيفة تقوم المدرسة بتعليم الأطفال القراءة والكتابة والحساب مع إكسابهم وتلقينهم المعارف الدينية والتاريخية والأدبية والعلمية واللغوية ، عبر برامج ومقررات محددة حسب مختلف المواد المخصصة لكل مستوى وبشكل تدريجي ابتداء من التعليم الأولي إلى التعليم العالي مرورا بالأساسي والإعدادي والثانوي . كما تسعى المدرسة خلال كل مرحلة تعليمية تحقيق وإكساب التلاميذ كفايات تواصلية ، استراتيجية، منهجية ، تكنولوجية وثقافية ؛ وقيم ترتبط بالعقيدة وبالهوية الحضارية وبثقافة حقوق الإنسان والمبادئ الكونية . وتهدف المدرسة بشكل عام خلال هذه الوظيفة تعليم وتكوين الفرد بشكل يجعله مندمجا في الحياة العامة ومتفتحا على الأخر .لكن من خلال التجارب السابقة والحالية يلاحظ أن المدرسة قد انحرفت عن سكتها التعليمية والتربوية نظرا لصعوبة هذه الوظيفتين وكذلك لعدم توفر الشروط الضرورية للأعداد والتكوين العلمي والمهاري والمنهجي ، ولعدم توفر شروط التأهل للاندماج في الحياة الاجتماعية . فالمدرسة اليوم وجدت نفسها في حرج وأمام منافسة شديدة ولازدياد تطور الفنون المعرفية الأخرى ، وتأثير الصورة بشكل خاص . وبذلك لم تعد المدرسة تحتل نفس المكانة السابقة (بجانب المؤسسة الدينية) التي كانت تحتلها من حيث السلطة والاحتكار المعرفي ، ولأن تطور وسائل الاتصال والإعلام وظهور الكومبيوتر و شبكة الانترنيت بمختلف برامجها وأنظمتها ، مع انتشار التعليم المبرمج والتعليم عن بعد والقنوات التعليمية ...كله هذا ما زعزع مكانة المدرسة وجعل قيمتها في تدهور مستمر ، وهذا له أثر بليغ على المتعلمين وبالتالي على المجتمع ومستقبله .فالمجتمعات التي أدركت هذا التغير الذي وقع على القناوات المعرفية وعلى المدارس ، تمكنت من مسايرة المنافسة التي تواجهها المدرسة فتربط كل جديد بالمدرسة مما جعل هذه الأخيرة لم تحس يوما ما بزعزعة وظيفتها التعليمية والتكوينية ، فتقدم البحث العلمي وتوفير التراكم العلمي الجيد يمكن المجتمعات من تحديد ملامح وحاجات ورغبات واهتمامات وميولات أطفالها ، وبالتالي انسجام كل سياسة تعليمية مع ظروف الواقع الذي يتطور بسرعة ، عكس المدرسة المغربية التي مازالت ذات طابع تقليدي سواء في طرق التدريس أو على مستوى الوسائل الديداكتيكية وحتى الجانب المعرفي والمنهجي ، مما جعلها تفقد مكانتها في حلبة الصراع التعليمي والتربوي .فواقع المدارس المغربية اليوم يؤكد هذا الطرح : فعدم تطور البنيات المدرسية بشكل يوازي ارتفاع نسبة التمدرس ، فنجم عن ذلك اكتظاظ مهول بالأقسام ( قد وصل إلى 54 تلميذ في القسم الواحد أما قسم 40 تلميذ فقد أصبح عاديا ) إضافة إلى نقص في التجهيزات وأطر التدريس ، أما ما زاد الطين بلة هي تلك الخريطة التربوية التي تحدد لكل أستاذ عدد التلاميذ الذين سيشملهم التكرار كما تحرص على أن تكون نسبة النجاح مرتفعة وأن تفوق في غالب الأحيان ما يزيد عن 90°/° (خاصة في التعليم الابتدائي الذي يعتبر الركيزة الأساسية ) وهذا ما ينتج لنا تلاميذ لا يعرفون القراءة والكتابة رغم أنهم في مستويات دراسية عالية (السادسة أو السابعة وحتى التاسعة ...) وذلك بسبب تراكم أخطاء الخريطة المدرسية . فكثرة نسبة التلاميذ في القسم الواحد وارتفاع نسبة الذين يعانون من التخلف الدراسي يشكل مشكلا وعائقا تربويا كبيرا على التواصل والتفاهم بين المدرس و التلاميذ .
ب ) الوظيفة التربوية :
بجانب الوظيفة التعليمية والتكوينية فان للمدرسة وظيفة أساسية وشاملة استمدتها من الأسرة تتجلى في تربية الأطفال تربية تجعلهم يحترمون مجتمعاتهم ويندمجون مع مختلف المؤسسات الاجتماعية الأخرى ، وبفضلها يكتسبون قيم إنسانية وهوياتية تتأقلم مع متطلبات المجتمع ، وبفضل الفلسفة التربوية التي تنهجها المدرسة كمؤسسة عمومية يمكن للمجتمع التطور والسير نحو ما هو أفضل أو العكس الإصابة بالركود والتخبط في مشاكل جمة
فصلاح المجتمع ينطلق من صلاح المدرسة وكل خطأ يرتكب داخل جدران هذا الحقل سيكون له أثر بليغ على مستقبل الدولة برمتها ، فعلاقة المدرسة بالمجتمع علاقة الأم بابنها ، وعلاقة السائق بسيارته وعلاقة القائد بجماعته ، فالمدرسة هي مقود التطور والتقدم ومفتاح التغيير ، وعبر المدرسة يمكن كذلك أن نصنع مجتمعا متخلفا ومجتمعا مسالما كما نريد .ولهذا فعندما نتحدث عن إصلاح التعليم وبالتالي المدرسة ، علينا أن ننظر إلى مستقبل الأمة وماذا نريد فعلا من مجتمعنا ؟ هل نريده مجتمعا متقدما ؟ ديمقراطيا ؟ متفتحا ؟ يحب وطنه ؟ غيور عليه ؟ يعتز بهويته ؟ قد يدفع ثمن حياته دفاعا عن وطنه ؟ أم مجتمعا متخلفا لا يحب وطنه ؟ و لا يعير أي اهتمام لنفسه و لا لوطنه ؟ مجتمعا متفاوتا في كل المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية ؟ وحتى من حيث الملكية والمواقع الجغرافية ؟
إن المدرسة هي الحل الوحيد والباب الأول الذي يمكن من خلاله أن نفبرك فردا ثم أسرة وبالتالي مجتمعا كاملا ، فداخل المدرسة نجد كل الأطفال ينحدرون من كل الأسر كسفراء لها ، وهم الذين سيصبحون رجال الغد .فإذا قمنا بتربيتهم بشكل جيد وعلى تربية مستقبلية لأنهم خلقوا لزمن غير زماننا ، نضمن مجتمعا منسجما ومتقدما . عكس ما وجدناه وما نجده داخل المدرسة المغربية، التي تتخبط في أزمات متتالية ومستمرة وبالتالي تحصد خسائر جسيمة لا يمكن للمجتمع المغربي تفاديها ولو بالقروض الدولية.فهي خسارة تربوية ترسخت في شخصية الفرد المغربي الذي يفضل الهجرة والموت في البحر عن الصمود والنضال من أجل الإصلاح التام ، شخصية الفرد المغربي الذي لا يعرف النظام بل لا يحبه ، ويفضل الفوضى أحيانا عن احترام القوانين ، الفرد المغربي الذي لا يميز بين الواجب والحق . الفرد المغربي الذي يفضل أن يتمتع بجنسية أجنبية عوض جنسيته الأصلية... إنها حقائق مرة وواقعية لا يمكن تنكرها أو جهلها ، فكل فرد وطئت قدمه المدرسة تجده يحس بمرارة الواقع المغربي وبأزمة التعليم بالخصوص .
ت ) الوظيفة الإيديولوجية :
لقد تبين لنا من خلال الممارسة الميدانية وكذلك من خلال الفلسفة التربوية التي تتبعها كل دولة اتجاه مدارسها، أن للمدرسة وظيفة أخرى تكتسي طابعا إيديولوجيا لكونها تعتبر أداة للإدماج وقنطرة تمرر من خلالها الدولة سياساتها الأمنية وهي أداة لهيمنة الوظيفة الرسمية لنقل المعارف ... وهي كما قال السوسيولوجي الفرنسي بيير بورديو في كتاب مع باسرون : إعادة الإنتاج la reproduction ، أداة لإعادة إنتاج الثقافة والنظام السائد ، وهي جهاز إيديولوجي مهمته نقل وترسيخ أفكاره المهيمنة وذلك لإعادة إنتاج تقسيمات المجتمع الرأسمالي وجعل النخبوية عملا مشروعا ، وبالتالي إعادة إنتاج القيم والعلاقات الاجتماعية السائدة . وهكذا فالنظام التربوي في نظر بورديو يشكل عنفا رمزيا قصدي لكنه مفروضا من طرف سلطة ذات نسق ثقافي سائد ، وهكذا فالوظيفة الإيديولوجية للمدرسة تتجلى في كونها مؤسسة للترويض الاجتماعي وإعادة إنتاج نفس أنماط الفكر والسلوك المرغوب فيهما من طرف المجتمع .
إن للمدرسة عدة وظائف رئيسية يرتبط بعضها ببعض خاصة في عصرنا الحاضر الذي يمتاز بالتغييرات الاجتماعية السريعة والتقدم المطرد في ميدان العلم والاختراع، والتشابك المتزايد في أساليب المعيشة وعادات الناس وتقاليدهم ،إلا أن المدرسة الوطنية التي تضع مهمة التربية والتعليم في مقدمة أولوياتها، تحاول التوفيق بين مختلف الوظائف دون أن تطغى وظيفة على أخرى وأن تضع مستقبل المجتمع برمته كغاية كبرى. ولهذا فنجد أن من أبرز الأدوار التي يجب على المدرسة ، أن تقوم بها سعيا لتحقيق أهدافها كمؤسسة تربوية واجتماعية نجد [3]:
1- نقل الثرات الثقافي: إن تحليل معنى المجتمع والثقافة وعلاقة الشخصية بهما يبرز لنا أهمية العملية الاجتماعية التي تنتقل بها آداب السلوك العامة والقيم والمعاني والأنماط الثقافية من جيل إلى جيل. وطبيعة الحياة الاجتماعية للأفراد من حيث الاختلاف في أعمارهم واختفاء بعضهم وظهور بعضهم الآخر يجعل عملية النقل عملية اجتماعية ضرورية لاستمرار النضج الاجتماعي.
غير أن هذه العملية ليست آلية، فالمجتمعات المتمدنة قد تسير إلى الوراء إن لم تبدل جهودا حقيقية في سبيل نقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل. لهذا يبدو أن الحاجة إلى التعليم أمر بديهي في المجتمعات لاستمرار وجودها وتطورها. فالناس يعيشون في جماعة بفضل ما يشتركون فيه من أشياء عامة وبفضل عملية الاتصال والنقل التي يحصلون بها على الأشياء المشتركة العامة التي تجعل منهم جماعة، وهذه الأشياء المشتركة العامة هي الأهداف والمعتقدات والآمال والمعارف والمفاهيم المشتركة، وهذه كلها تساعد على إيجاد عقلية متشابهة بين أفراد الجماعة لأن النقل والإيصال الذي يتضمن مشاركة الأفراد في تفهم مشترط هو الذي يحقق اتجاهات عقلية وانفعالية متشابهة. أي طريقة متشابهة للاستجابة لتوقعات الحياة ومطالبها.
إن قيم المجتمع على التماسك في إطار أهداف مشتركة يعني هذا أكثر من التعاون بهم، وفهم متطلباتهم وحاجاتهم ومساعدتهم على فهم أعراضه وحاجاته، ومعنى هذا كله ضرورة توافر ما نسميه "بالإجماع" الذي لا يمكن وجوده إلا عن طريق عمليات النقل والاتصال الاجتماعي. فعملية النقل قد تتم بطريقة واعية الذي نعمله ويمكنه عن طريقها أن يواجه مواقف الحياة على أساس من التبصر والمعرفة وتزويده بما يلزم من المواقف المختلفة من معارف ومهارات سبق أن تثبت صحتها من خبرات أجيال أخرى. وقد تتم هذه العملية بالضغط الاجتماعي أو الدعاية أو بأي نوع آخر من التعليم، ولهذا فإن المدرسة وبجانبها مختلف المؤسسات المكلفة بالتربية ، تواجه عدة مشكلات لقيامها بهذه الوظيفة. ومن الأمور التي ينبغي مراعاتها بالنسبة لهذه الوظيفة هي اختيار الجوانب التي لها قيمة في التراث الاجتماعي بالنسبة للشخص وكذلك اختبار العناصر التي تضمن تكاملا في اتجاهات الفرد ومفاهيمه.
2- التبسيط: لما كانت المدينة الحديثة (الحضارة) تمتاز بالتعقيد فإن من العسير أن تنتقل عناصرها إلى الصغار الناشئين، لهذا فعلى المدارس تقسيمها إلى أقسام وتصنيفها وتبسيطها. ووظيفة المدرسة التربوية هي أن توفر بيئة مبسطة تناسب أعمار التلاميذ واستعداداتهم فتختار العناصر الأساسية التي يتمكنون من الاستجابة إليها وتنظم برامجها بحيث تزودهم خلال أطوار نموهم المختلفة بالمعارف والمهارات التي تزيد من بصرهم في مواقف الحياة.
3- الانتقاد والاختبار: من وظائف التربية والمدرسة ان تختار بين الاتجاهات والقيم والعادات والمعارف التي توجد في المجتمعات على أساس التمييز بين المرغوب فيه وغير المرغوب فيه ذلك أن كل مجتمع يتضمن الكثير من العناصر المختلفة والأفكار المتنوعة والقيم المتعارضة، ولما كانت المدرسة هي أداة المجتمع في تنمية اتجاهات وقيم مرغوب فيها في ضوء أهداف معينة كان من وظيفتها القيام بتدعيم الجيد من العناصر والقيم وتزويد الصغار الناشئين بها لمواجهة مواقف حياتهم في بيئتهم الاجتماعية، وكلما ارتقى المجتمع وتعددت مصالحه أدرك أمامه مسؤولية مزدوجة:
الأولى: العمل على نقل العناصر الطيبة في تراث وما حققته الأجيال السابقة.
الثانية: استخدام العناصر الجيدة الملقاة لبناء مستقبل أفضل.
4- الاقتصاد الثقافي: المدرسة في هذا العصر تجد نفسها أمام وظيفة جديدة تفرضها عليها طبيعة التغييرات الجذرية التي يتميز بها هذا العصر. فقد تراكم التراث الثقافي بشكل لم يسبق له مثيل، واتسع نطاقه باتساع نطاق الخبرات الإنسانية وتشابكها وسهولة انتقال نتائجها وتفرع فروع المعرفة المختلفة. وليس معنى الاقتصاد الثقافي اختزال التراث الثقافي لسهولة نقله والاقتصار على جانب منه دون جوانب أخرى، بل أنه يعني الاختيار والتمييز بين العناصر القديمة والجديدة وتحقيق التكامل السليم بين فروع المعرفة، مع جعل هذا الرصيد بعد ذلك سهلة التناول. وعلى هذا فالمدرسة مطالبة لقيامها هذه الوظيفة بابتكار الوسائل والأساليب الجديدة وتنظيم المادة الدراسية وتقديمها وتوصيلها للناشئين.
5- التماسك الاجتماعي وتذويب الفوارق بين الطبقات: ومن الوظائف الاجتماعية للمدرسة (عكس الوظيفة الإيديولوجية المعتمدة ) إيجاد حالة من التوازن بين عناصر البيئة الاجتماعية، وذلك بأن تت المدرسة لكل فرد الفرصة لتحرير من قيود طبقته الاجتماعية التي ولد فيها وأن يكون أكثر اتصالا وتفاعلا مع بيئته الشاملة، ذلك أن المجتمع الحديث يتضمن في الواقع جماعات كثيرة وهناك أيضا الطبقات الاجتماعية والمذاهب الدينية ولكنها تتفاوت في العادات والتقاليد والآمال والقيم بين أفراد المجتمع الواحد وكل هذه الطبقات لها تأثير على اتجاهات الأطفال الناشئين.
6- تنمية أنماط اجتماعية جديدة: إن أول خطوة لتحقيق المدرسة لهذه الوظيفة هي تنمية الوعي بين الأطفال والشباب بالفرق بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، وتتطلب هذه الوظيفة أساسا مبنيا وافرا من المعرفة ومن المعلومات عن الوسائل الاجتماعية الأخرى المختلفة، وتكوين اتجاهات علمية جديدة متحررة من التعصب والجمود لتقويم هذه المعارك واستنباط أساليب ومفاهيم جديدة تكون أساسا لتصور مستقبلي فعال.
7- تنمية الإطار القومي: فالمدرسة بطبيعتها الاجتماعية والخلقية تحمل دائما في الإطار القومي والذي منه تستمد فلسفتها واتجاهاتها والتي على ضوئه ينبغي أن تختار خبراتها التعليمية التي تعني المواطنين الناشئين. فعلى المدرسة أن تحافظ على الإطار القومي كما عليها أن تساهم في تطوير هذا الإطار وتنميته لإخضاعه للدراسة والفكر في ضوء ما يشهده المجتمع من تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية.
8- الابتكار والخلق: إذا كانت نقطة البداية للمدرسة هي الإنسان: الفرد. فإن موضوعها هو طبيعة الفرد من حيث نموه، فطبيعة الفرد ليست ثابتة محددة بعوامل بيئية ثابتة أو أنها فطرية تحكمها عوامل غريزية جامدة، وإنما هي طبيعة مرنة متكاملة في تفاعلها. ووظيفة المدرسة هي أن تمكن الفرد من الخروج عند حدود جماعته الأولية إلى حدود الجماعات الكبيرة مع قوة في تغيير هذه الجماعة والإضافة إليها والمشاركة فيها مشاركة ايجابية وذلك بفكر خلاق ومبدع في ثقافته وبيئته. وقد تعد هذه الوظيفة أعلى وظائف التربية المدرسية خاصة في المجتمعات التي تعيش تغيرات سريعة تحتاج من الأفراد خلقا وإبداعا وابتكارا وتجديدا في أساليب حياتهم.
4 - مفهوم الأسرة ووظائفها :
تعتبر الأسرة من أولى الحاجات الطبيعية التي يلجأ إليها الإنسان ، ولضرورتها الطبيعية لاستمرار الجنس البشري وكذلك لتوفير الأمن والحماية الضروريين ، فان الكائن البشري يعمل بشكل تلقائي على إنشاء الأسرة ، ونظرا لأهمية الأسرة كمكون اجتماعي ، وكأول اجتماع تدعو إليه الطبيعة كما أكد الفيلسوف أرسطو ، فقد تعددت التعاريف التي أشار إليها العلماء بمختلف تخصصاتهم من السوسيولوجيا والانتربولوجيا وحتى في ميدان التربية وندرج هنا بعض التعاريف كنماذج:
- تعريف لوك Lock.H : الأسرة جماعة من الأفراد تربط بينهم رابطة الدم أو التبني ، ويعيشون في منزل مستقل ، ويتواصلون فيما بينهم عبر تفاعل مستمر ، كما يؤدون أدوارا اجتماعية خاصة بكل واحد منهم ، باعتباره زوجا أو ابنا أو ابنة أو أما أو أختا بحيث يتكون نتيجة ذلك ثقافة مشتركة .[4]
- تعريف ليتري Littré : تتكون الأسرة من مجموعة أشخاص يحملون الفصيلة الدموية نفسها ، ويعيشون تحت سقف واحد ، كما تتكون بوجه خاص من أب وأم وأطفال .[5]
- الأسرة مجموعة اجتماعية تربط بينها روابط القرابة أو الزواج ، وهي شكل اجتماعي له وجود في كل المجتمعات البشرية . وتقوم الأسرة ، من الوجهة النظرية ، بتوفير الحماية والأمن والتنشئة الاجتماعية لأعضائها .هذا ، وتختلف بنية الأسرة ونوع الحاجات التي تشبعها لأفرادها باختلاف المجتمعات وباختلاف المراحل التاريخية .[6]
كما يستخدم مفهوم الأسرة كذلك للدلالة على الخصائص البنيوية والوظيفية والنشاطات الاجتماعية التي تتم في رحاب وحدة ترابية وسكنية واقتصادية ومعايشة تشمل الزوج والزوجة والأولاد غير المتزوجين عكس العائلة الذي يشير إلى وحدة في القرابة تشمل الأصول والفروع التي ترتبط بنسب الأب سواء في شكلها الممتد أو شكلها المركب .
أما عن وظائف الأسرة فهي أولا المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل لغة أمه والمشي وبعض الأخلاق والقيم ، ومن خلال أسرته يكتشف نفسه ومحيطه ، فهي التي تمنحه الهوية والأمان والحنان .وبالتالي فهي تلعب نفس وظائف المدرسة كلها بالإضافة إلى كونها المسؤول الأول والأخير لنجاح تنشئة الفرد ، وكما قلنا في التعريف بأنها الرحم الاجتماعي للطفل والتي يعود إليه الطفل لتضميد كل جراحه التي قد يسببها العالم الخارجي بسبب المعانات والضغوطات . ومن هنا فالأسرة هي الخلية الأساسية في المجتمع وهي المسؤولة عن قوة أو ضعف البنية المجتمعية العامة ، لكونها تقوم بوظيفة الأمن لأفرادها ووظيفة التضامن بينهم ووظيفة التكوين والتنشئة الاجتماعية ، ووظيفة المراقبة والتربية...فهي بالتالي مؤسسة شمولية تؤدي مختلف الأدوار ، إلا أن الوضع في الوقت الراهن قد تقلصت فيه هذه الوظائف ومعها مسؤوليات الأسرة فتحولت بذلك هذه الأخيرة من مركز دائرة التربية إلى عنصر أو طرف مشارك في العمل التربوي. وبسبب هذا الانتقال في الدور جعل الأسرة تفقد توازنها وصدارتها الاجتماعية.مما فرض عليها أن تعيد النظر في علاقاتها مع مختلف الأطراف المشاركة في العمل التربوي من مدرسة وشارع ووسائل الإعلام .
5 - مفهوما التنمية و التنشئة الاجتماعية.
أ - مفهوم التنمية :
لقد نشأ مفهوم التنمية وترعرع في الغرب سواء عن طريق سوسيولوجيا الغرب أو عن طريق الهيأت الدولية ، وهذه النشأة بطبيعة الحال لا تخلو من إيديولوجية ، حيث جميع المصطلحات المستعملة ونوعية ميادين التنمية لها منحى خاص من وراءها أغراض إيديولوجية تحركها .ولقد ظهر مفهوم التنمية لأول مرة في بريطانيا مثلا سنة 1944 ، وذلك في تقرير اللجنة الاستشارية للتعليم ، و صدر أول تعريف منظم لتنمية المجتمع خلال مؤتمر " كامبردج" الصيفي حول الإدارة الإفريقية سنة 1948 . وقد عرفت التنمية بأنها " حركة تستهدف تحقيق حياة أحسن للمجتمع المحلي نفسه من خلال المشاركة الايجابية للأهالي ، وإذا أمكن من خلال مبادرة المجتمع المحلي " . وفي سنة 1954 تبنى مؤتمر " استردج" للتنمية الاجتماعية الصيغة العامة للتعريف السابق أي أن التنمية الاجتماعية هي " حركة مصححة لتحقيق حياة أحسن للمجتمع ككل عن طريق المشاركة الفعالة ..." .
وهكذا فقد ظهرت فكرة تنمية المجتمع لأول مرة في الوكالات والمجالس المتخصصة داخل الأمم المتحدة في دراسة منظمة سنة 1950. واتخذ المجلس الاقتصادي والاجتماعي في شهر مايو 1955 قرارا باعتبار منهج المجتمع وسيلة للتقدم الاجتماعي في المجتمعات النامية والمتخلفة. وصدر أول كتاب يعرف هذا المفهوم في أول دراسة منتظمة سنة 1955 وهو تعريف يذهب الى أن عملية التنمية للمجتمع هي العملية المصممة لخلق ظروف التقدم الاجتماعي والاقتصادي معا في المجتمع عن طريق مشاركة الأهالي ايجابيا في هذه العملية. ليأتي بعد ذلك تعريف ثاني سنة 1956 حيث أن تنمية المجتمع هي تلك العملية التي يمكن بها توحيد جهود المواطنين والحكومة لتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمعات المحلية ولمساعدتها على الاندماج في حياة الأمة والمساهمة في تقدمها بأقصى قدر .
وما يمكن استنتاجه من التعريفين هو انه يشيران إلى افتراض أن المجتمعات المحلية تحتوي على طاقات بشرية تحتاج إلى التنظيم والتوجيه من جهة ثم أن هناك إمكانيات مادية تحتاج إلى التنظيم والاستثمار من جهة أخرى.كما يركز التعريفان على ضرورة المساعدة الذاتية وكذلك على عدم قدرة المجتمعات المحلية تحمل ثقل كافة عملية التنمية .
وإذا ما عدنا إلى تعريف التنمية ، فانه كما قلنا يوجد اختلاف بين العلماء حسب نظرتهم الى هذا المفهوم . فنجد مثلا روستوف Rostow يعرف التنمية بأنها عملية تخلي المجتمعات المتخلفة على السمات التقليدية السائدة فيها والتبني للخصائص السائدة في المجتمعات المتقدمة . أما عبد المنعم شوقي فيقول : " إن عملية التنمية هي ذلك الشكل المعقد من الإجراءات والعمليات المتتالية ... التي يقوم بها الإنسان في مجتمع ما من خلال عمل تغيير مقصود وموجه يهدف إلى إشباع حاجة." وبالنسبة لكارل ماركس : " فالتنمية هي تلك العملية الثورية التي تتضمن تغييرات جديدة جذرية وشاملة في البنيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى القانونية زيادة الى نمط الحياة وأساليب العيش والقيم الثقافية ." وهنا يؤكد كارل ماركس كذلك أن البلدان الأكثر تقدما من الناحية الصناعية تمثل المستقبل الخاص بالنسبة للبلدان الأقل تقدما . ويقول سميلسرSmelser : إن التحديث والتنمية هي عملية تتضمن عدة تحولات في متغيرات الحياة مثل التكنولوجيا وذلك عن طريق تقدم هذا الميدان وتعقيده أكثر ...والسكان عن طريق التمدن والتحضر والزراعة بالمزيد من المنتوجات التجارية وعلى صعيد الأسرة ثم الدين بمزيد من العلمانية ." أما بالدوينBaldwin فان عملية التنمية لديه تحتاج إلى توفير معدلات عالية من النمو في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
وبشكل عام فان مفهوم التنمية مفهوم شاسع ويختلف الباحثين في تعريفه ، ولكن ما لا يمكن نفيه أن هذه العملية هي عملية معقدة متشعبة الجوانب ، تضم الجانب الاقتصادي ، الاجتماعي ، السياسي والثقافي . والمفهوم العام لهذه العملية هو أنها مجموعة من العمليات المخططة والموجهة لتحقيق التغيير الجدري في المجتمع ، وذلك لتحسين الظروف الاجتماعية ، الاقتصادية ، السياسية والثقافية لأفراد المجتمع.
ب- مفهوم التنشئة الاجتماعية:
يعتبر مفهوم التنشئة الاجتماعية من المفاهيم التي لا يمكن تحديده بدقة ، ولكن يمكن النظر إليه كغاية يسعى كل مجتمع تحقيقها لدى كل فرد ينتمي إلى هذا المجتمع. فكلمة التنشئة قد تدل على التربية الشاملة والتكوين وتمكن الفرد من استدماج (Intégration ) أنماط سلوكية وعادات ومعايير ودلالات وقيم ، عندما يقيم العلاقة بين فئة من الفاعلين من جهة ومجموعة من الأفعال من جهة ثانية.أما الاجتماعية فهي إعطاء الصبغة الاجتماعية للتنشئة وبالتالي أن تنطلق من المجتمع وتعود لخدمته مرة أخرى ، ولهذا يمكن القول إن التنشئة الاجتماعية بمثابة مشروع اجتماعي تهيمن عليه مجموعة من القيم والمعايير والنظم ، والهدف منه خلق علاقات بين الأفراد المكونة للمجتمع لتسهيل دمجها داخل هذا المجتمع .ويعرف الباحث مصطفى حدية التنشئة الاجتماعية في كتابه "سيرورة التنشئة الاجتماعية في الوسط الحضري بالمغرب" بأنها : "تلك السيرورة المستقرة من التغيرات التي تطرأ على الفرد في مختلف مراحل حياته وتهدف إلى إدماجه جزئيا أو كليا داخل المجتمع ." ويعني بها كذلك عملية اكتساب القيم والمعايير والتمثلات الاجتماعية ...عن طريق آلية الإدماج ولغرض تحقيق تكيف الفرد مع سياق اجتماعي يتسم بالدينامية والتغير .[7]
وهنا يمكن التمييز بين تنشئة اجتماعية أولية وتنشئة اجتماعية ثانوية حسب تعبير كل من بيرجي Berger ولوكمان Luckman [8] ، حيث بفضل التنشئة الأولية يصير الفرد عضوا في المجتمع ، وتتم بالدرجة الأولى داخل الأسرة وفي البنيات الاجتماعية الصغرى التي يتيحها الوسط الاجتماعي . كما تعتبر القاعدة الأساسية التي يجب على التنشئة الثانوية أن تتبعها لتكون فعالة. ولكون هذه الأخيرة تشمل كل السيرورات اللاحقة التي بفضلها يتعرف الفرد على مجالات جديدة من العالم الموضوعي بعد أن صار اجتماعيا بفضل التنشئة الأولية[9].وهنا يمكن القول بان الأسرة والمدرسة (خاصة التعليم الأساسي) يشكلان ويعتبران مؤسسات للتنشئة الأولية ومنهما ينطلق الفرد ويكتسب القواعد الأولية التي تمكنه من الاندماج والانفتاح في وعلى المجتمع .فما هي إذن علاقة المدرسة بالأسرة ؟
6 - المدرسة والأسرة : أية علاقة ؟
إذا كان الدور الاجتماعي لكل من المدرسة والأسرة يتجلى في التنشئة الاجتماعية للأفراد عن طريق التربية فان علاقتهما يجب أن تنطلق من هذا المنظور الأساسي.وعلاقة الأسرة بالمدرسة لا يجب أن تبقى علاقة سطحية تتجلى أساسا في أن الأسرة هي التي تزود المدرسة بالمادة الأولية أي التلميذ وبالتالي فعملية الإنتاج (أي التربية) كلها على عاتق المدرسة، بل يجب أن تكون علاقة شاملة تنبني على أنهما شريكان في عملية الإنتاج وفي التوزيع وفي الرأسمال وبالتالي شريكان في الربح وفي الخسارة في حالة حدوثها . و بالرغم من التغييرات التي تحدث في الأسرة والمجتمعات الحديثة فهي مازالت إحدى المؤسسات ذات الأثر البعيد في المجتمع ففي المنزل يتعلم الطفل اللغة ويكتسب بعض الاجتهادات ويكون رأيه عن ما هو صحيح أو خاطئ. والنواة الأولى للطفل هي النواة التكوينية لحياته وأثرها يلازم الطفل حتى يدخل إلى المدرسة لذلك فتربية المدرسة هي امتداد لتربية الطفل في المنزل. وقد أوضحت عدة دراسات أجريت لمعرفة أثر المنزل على نمو سلوك الطفل حيث أن كثيرا من مظاهر سلوك الفرد ما هو إلا انعكاس لحياته المنزلية كنظافة المنزل مثلا تنعكس على مظهر وملبس الطفل وعلامات الكلام عن الوالدين.
وإذا كان تأثير المنزل على تنشئة الفرد يظهر عليه ، فإن على المدرسة واجب معرفة البيئة المنزلية للطفل حتى يمكنها إدراك العوامل المختلفة المتداخلة في شخصيته. كما أنها لا يمكن أن تستثمر في عملها التربوي ما لم يتعاون الآباء معها عن طريق أمدادها بالمعلومات المختلفة عن مميزات الطفل وحاجاته ...الخ ومن هنا يمكن القول أن المدرسة والأسرة كمؤسستين للتنشئة الاجتماعية للأطفال ، يوجدان في وضعية المنافسة مع بقية المؤسسات التي يقبل عليها الأطفال مثل التلفاز وشبكة الانترنيت والشارع ، وبالتالي وجب عليهما تظافرالجهود والتنسيق بشكل معقلن لمواجهة تلك المنافسة الشرسة . كما يجب علينا أن ننظر إلى المدرسة والأسرة بأنهما الوسيلتان الأساسيتان لتحقيق تنشئة اجتماعية جيدة للفرد وبالتالي بواسطتهما يمكن ضمان تنمية المجتمع بفضل تلك المكتسبات والكفايات التي تم غرسها في الفرد بفضل كل من الآسرة والمدرسة .فكل إصلاح تربوي وجب عليه أن ينطلق من هاتين المؤسستين الاجتماعيتين وبشكل موازي للتطور والتغير الذي يقع على المجتمع .ولكونهما من سيضمن لنا تنمية بشرية مستدامة .
7 - الخاتمة :
إن علاقة المدرسة بالأسرة يجب أن ترتكز على مبادئ التواصل والتفاعل المتبادل والشراكة الفعالة ، مع تسخير كل الإمكانيات والوسائل والسبل الكفيلة لتفعيل هذه العلاقة على مستوى التطبيق والممارسة . وتبقى المدرسة هي التي يجب عليها أن تخطو الخطوة الأولى نحو هذا الانفتاح وعليها أن تعمل جاهدة على جعل الأسرة تلتحق بها وتشاركها هموم عملها ، كما يجب عليها أن تنفتح أيضا على باقي مكونات المحيط وذلك بتفعيل جميع الإجراءات التشريعية والقانونية التي تمكنها من تحقيق هذا الانفتاح .
الهوامش :
- مجلة علوم التربية العدد 28 فبراير 2005 .
- الميثاق الوطني للتربية والتكوين ، منشورات المركز المغربي للاعلام .دجنبر 2003 .
- مجلة فضاءات تربوية العدد الثالث مارس 1997 .ص 103 .
-المدرسة المغربية والمنتوج القيمي الأخلاقي ، عبد الباقي داود .سلسلة التكوين التربوي .العدد 10 السنة 1999.
- الطفل والعلاقات الأسرية . د احمد أوزي الطبعة الأولى 2002.
-L’école à l’épreuve de la sociologie » Anne van Haecht , 111 et sv .
- جورج توما الخوري ، سيكولوجية الأسرة . دار الجيل بيروت ص 14 .
- ماذا عن علوم التربية ؟ امحمد عليلوش ، بحث تربوي سنة 1997.
-الموسوعة الالكترونية انكارتا 1999.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الأيام الوطنية والعربية والدولية
لحرش يــــــــــــــــــــــــــــا سين : الثانية بكالوريا آداب 2
الأيـــام المناسبة
8 شتنبر اليوم العالمي لمحو الأمية
الأربعاء الثاني من شتنبر اليوم الوطني للدخول المدرسي/ 16شتنر اليوم الع لحماية طبقة الأزون
21 شتنبر اليوم العالمي للسلم
الأسبوع الأخير من شهر شتنبر اليوم العالمي للبحر
5 أكتوبر اليوم العالمي للمدرس
الاثنين الأول من شهر أكتوبر اليوم العالمي للسكن
7 أكتوبر اليوم العالمي للطفل
9 أكتوبر اليوم العالمي للبريد
14 أكتوبر اليوم العربي للبيئة
16 أكتوبر اليوم العالمي للتغذية
يوم الأربعاء الثاني من شهر أكتوبر اليوم الع للوقاية من الكوارث الطبيعية
من فاتح إلى 10 نونبر الحملة الوطنية للتضامن ضد الفقر
6 نونبر ذكرى المسيرة الخضراء
14 نونبر اليوم الوطني للشجرة
15 نونبر اليوم الوطني للصحافة والإعلام
16 نونبر اليوم العالمي للتسامح
السبت الأخير من شهر نونبر اليوم الوطني للتعاون المدرسي
29 نونبر اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
فاتح دجنبر اليوم العالمي للسيدا
3 دجنبر اليوم العالمي للأشخاص المعاقين
8 دجنبر اليوم العالمي التطوعي لنظافة البيئة
10 دجنبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان
6 يناير اليوم الوطني لمحاربة الرشوة
11 يناير ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال
8 مارس اليوم العالمي للمرأة
من 21 إلى 28 مارس الأسبوع العالمي للغابة
21 مارس اليوم العالمي للشعر
22 مارس اليوم العالمي للماء
23 مارس اليوم العالمي للأرصاد الجوية
24 مارس اليوم العالمي لمحاربة داء السل
27 مارس اليوم العالمي للمسرح
7 أبريل اليوم العالمي للصحة
18 أبريل اليوم العالمي للمباني والمواقع التاريخية
23 أبريل اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف
فاتح ماي اليوم العالمي للشغل
3 ماي اليوم الع لحرية الصحافة/ اليوم الع للشمس
4 ماي اليوم العالمي للمرور
8 ماي اليوم العالمي للهلال الأحمر
14 ماي اليوم الوطني للمسرح المدرسي
15 ماي اليوم العالمي للأسر
17 ماي اليوم العالمي للمواصلات السلكية واللاسلكية
21 ماي اليوم العالمي للتنمية الثقافية
25 ماي اليوم العالمي لإفريقيا
26 ماي الاحتفال بعيد الأم
31 ماي اليوم العالمي لمكافحة التدخين
4 يونيو اليوم العالمي للطفولة المغتصبة
5 يونيو اليوم العالمي للبيئة
12 يونيو اليوم الوطني للأعمال الاجتماعية
16 يونيو اليوم العالمي للطفل الإفريقي
17 يونيو اليوم العالمي لمحاربة التصحر والجفاف
21 يونيو اليوم العالمي للموسيقى
26 يونيو اليوم العالمي لمكافحة المخدرات / اليوم العالمي للأمم المتحدة لدعم ضحايا التعذيب
27 يونيو اليوم العالمي لمحاربة داء السكري
السبت الأول من شهر يوليوز اليوم العالمي للتعاونيات
11 يوليوز اليوم العالمي للسكان
30 يوليوز ذكرى عيد العرش المجيد
14 غشت ذكرى استرجاع وادي الذهب
20 غشت ذكرى ثورة الملك والشعب
21 غشت ذكرى عيد الشباب
المصدر : التشريع التربوي و التسيير الإداري/ خالد المير، إدريس قاسمي
ط 2008 / ص 523/524/525
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق