الأحد، 4 أبريل 2010

الفروض

الفرض الأول الدورة الثانية للثانية علوم إنسانية الموسم الدراسي 2009/2010
اليتـــيم
من عمري فقيرا معدما لا أملك من متاع الدنيا شيئا، فكفلني عمي و كان خير الأعمام و أكرمهم و أوسعهم برا و إحسانا و أكثرهم عطفا و حنانا، فقد أنزلني من نفسه منزلة لم ينزلها أحد من قبلي غير ابنته الصغيرة، و كانت من عمري أو أصغر مني قليلا، و كأنما سره أن يرى لها بجانبها أخا بعدما تمنى على الله ذلك زمنا طويلا فلم يدرك أمنيته.فعنى بي عنايته بها و أدخلنا المدرسة في يوم واحد، فأنست بها أنس الأخ بأخته و أحببتها حبا شديدا، و وجدت في عشرتها من السعادة و الغبطة ما ذهب بتلك الغضاضة التي كانت لا تزال تعاود نفسي بعد فقدي أبوي من حين إلى آخر. فكان لا يرانا الرائي إلا ذاهبين إلى المدرسة أو عائدين منها، أو لاعبين في فناء المنزل أو مرتاضين في حديقته، أو مجتمعين في غرفة المذاكرة أو متحدثين في غرفة النوم، حتى جاء يوم حجابها فلزمت خدرها و استمريت في دراستي...
و لم يزل هذا شأني و شأنها حتى نزلت بعمي نازلة من المرض لم تنشب أن ذهبت به إلى جوار ربه. و كان آخر ما نطق به في آخر ساعات حياته أن قال لزوجته، و كان يحسن بها ظنا : لقد أعجلني الموت عن النظر في شأن هذا الغلام فكوني له أما كما كنت له أبا، و أوصيك أن لا يفقد مني بعد موتي إلا شخصي.
فما مرت أيام الحداد حتى رأيت وجوها غير الوجوه و نظرات غير النظرات، و حالا غريبة لا عهد لي بمثلها من قبل، فتداخلني الهم و اليأس، ووقع في نفسي للمرة الأولى في حياتي أنني أصبحت في هذا المنزل غريبا، و في هذا العالم طريدا.
فإني لجالس في غرفتي صبيحة يوم، إذ دخلت علي الخادم، و كانت من النساء المخلصات الصالحات، فتقدمت نحوي خجلة متعثرة، و قالت : قد أمرتني سيدتي أن أقول لك يا سيدي إنها عزمت على تزويج ابنتها في عهد قريب، و إنها ترى على بقائك بجانبها بعد موت أبيها و بلوغكما هذه السن التي بلغتماها ربما يريبها عند خطيبها، و إنها تريد أن تتخذ للزوجين مسكنا هذا الجناح الذي تسكنه من القصر. فكأنما عمدت إلى سهم رائش فأصبت به كبدي، إلا أنني تماسكت قليلا ريثما قلت لها : سأفعل إن شاء الله. فانصرفت لشأنها فخلوت بنفسي ساعة أطلقت فيها السبيل لعبراتي ما شاء الله أن أطلقها حتى جاء الليل فعمدت إلى حقيبتي فأودعتها ثيابي و كتبي، و قلت في نفسي : قد كان كل ما أسعد به في هذه الحياة أن أعيش بجانب ذلك الإنسان الذي أحببته و أحببت نفسي من أجله، و قد حيل بيني و بينه فلا آسف على شيء بعده .
مصطفى لطفي المنفلوطي، العبرات، المكتبة الثقافية بيروت ( بتصرف )

اكتب موضوعا إنشائيا تحلل من خلاله هذه القصة القصيرة، مسترشدا بالخطوات الآتية :
- ضع النص في سياقه التاريخي والأدبي. ( 2 ن)
- استخلاص أحداث القصة بتركيز. (3 ن)
- تحديد الشخصيات وأنواع العلاقة التي تجمعها في القصة. (3ن)
- نوع بدايته النص ونهايته والرسالة التي براهن عليها. (2ن)
المؤلفـــــــــــات ( 6 نقط )
"وعلى الرغم من أن تطور الشكل الشعري الحديث كان يتم على مسافات زمنية معلومة بالنسبة لكل شاعر، فقد استطاع الشكل الشعري الحديث .. أن يتجاوز الشكل القديم،وأقام بين نفسه وبينه جدارا يصعب على قارئ الشعر أن يتخطاه ما لم يُلِم إلماما حسنا بالتحولات الثورية التي أصابت العناصر الأساسية للشكل الشعري كاللغة و الإيقاع والتصوير البياني .."
أحمد المعداوي: "ظاهرة الشعر الحديث" ص:201
انطلاقا من هذا النص صغ موضوعا متكاملا تتناول فيه ما يلي :
- وضع النص في سياقه العام من المؤلَّف.
- تحديد التغيرات التي طرأت على الشكل الشعري للقصيد الجديدة ( لغة، إيقاع، تصوير ) مقارنة بالقصيدة التقليدية حسب الناقد أحمد المجاطي .
والله ولي التوفيق

ليست هناك تعليقات: